أكد الرئيس محمد مرسي دعم مصر الكامل لكفاح الشعب السوري, داعيا المعارضة السورية في الوقت ذاته إلي التوحد لبلورة رؤية موحدة لسوريا الجديدة الديمقراطية التي تتضمن كل أطياف الشعب السوري،
مشددا علي ان الاولوية في الوقت الحالي هي لوقف آلة القتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ علي وحدة الشعب السوري بكل أطيافه.
وأضاف- في رسالته التي وجهها إلي المشاركين في مؤتمر المعارضة السورية الذي بدأت اعماله بالقاهرة أمس والذي تنظمه الجامعة العربية وألقاها نيابة عنه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو- إن مصر لاتقبل استمرار حمام الدم في سوريا, واستمرار القمع الوحشي للمدنيين بمن فيهم النساء ولاتقبل أن يرتبط الوضع في سوريا بحسابات قوي دولية تسجل نقاطا في مواجهة قوي أخري.
وفي بداية الرسالة وجه مرسي التحية للشعب السوري, مؤكدا المصير المشترك الذي يربط البلدين, معتبرا سوريا امتدادا طبيعيا للأمن القومي المصري والعكس, فاستقرار سوريا وحرية شعبها في قلب اهتمامات مصر, مشيرا إلي أن مصر وسوريا كانتا معا دولة واحدة وشعبا واحدا.
وأضاف مرسي أن الشعب السوري يناضل ببسالة مبهرة ويدفع الثمن في مواجهة آلة قمع لاتستثني طفلا ولا أمرأة وذلك للمطالبة بالحرية والديمقراطية. وقال مرسي إن باب مصر مفتوح أمام الأشقاء السوريين بكل حرية, وهم يعبرون من قلب ميدان التحرير عن نفس المطالب التي يعبر عنها المواطنون السوريون في ميادين التحرير المختلفة في كل مدن سوريا.
وعرض عمرو عدد من المبادئ التي تحدد موقف مصر من الأزمة السورية وأولها الحفاظ علي الوحدة والسلامة الإقليمية للدول السورية وتجنب سقوطها في هوية التقسيم أو صدام طائفي, إذ أن قوة الأمة في وحدة سوريا ووحدة سوريا خط أحمر لايقبل المساومة.
وقال إن المطلوب هو حل سياسي يحقق مطالب الشعب السوري, ويجنب سوريا التقسيم والتدخل الخارجي, ويؤسس لمصالحة وطنية حقيقة, معربا عن الأمل في أن تسهم نتائج اجتماع جنيف الأخير في توفير حل للأزمة السورية. وأوضح أن الطريق للحل يمر عبر ثلاث محطات أساسية, أولها توفير الدعم الكامل غير المنقوص لمبادرة المبعوث العربي الأممي المشترك كوفي أنان, بغية وقف العنف وتمكين الشعب السوري, وتأمين كل سوري في التعبير عن حريته في مأمن عن آلة القمع الوحشية. وقال إن المحطة الثانية هي بناء موقف دولي جامع وحاسم يرفض العدوان والقمع, ويتخذ كل مايلزم من إجراءات لوقف نزيف الدم في سوريا الشقيقة, مشيرا إلي المسئوليات الأخلاقية لمجلس الأمن والأمم المتحدة. وطالب الدكتور محمد مرسي بوضع تصور واضح لحل سوري وطني يتوافق عليه السوريون, تحت مظلة الجامعة العربية وبدعم دولي.
ولفت إلي أن بعض مكونات الشعب السوري لديها مخاوف حول مستقبلها, وقال إن الاتفاق علي رؤية واضحة من شأنه ان يشعر كل الشعب السوري بالإطمئنان في التحول للديمقراطية وأنه حق محفوظ في الدولة السورية.
وأعرب عن أمله أن يخرج المؤتمر بخطة عملية وإجراءات قابلة للتنفيذ تنهي الأزمة الدموية التي عاشتها سوريا في المرحلة الماضية.
وطالب بضرورة أن ينبثق عن المؤتمر آلية واضحة للمتابعة تجمع الشعب السوري, وتحول المبادئ والاستراتيجيات إلي واقع عملي.
وفي معرض رده عن سؤال حول الموقف المصري من قرارات مؤتمر جنيف اوضح عمرو ان اهمية هذه القرارات تكمن في بلورة نوع من التوافق بين الدول الاعضاء في مجلس الامن والاطراف الاقليمية والدولية حول منهجية التعامل السياسي مع الازمة السورية متطلعا عن ترجمة هذا التوافق في واقع عملي خلال المرحلة القادمة حتي يكون هناك موقف موحد للمجتمع الدولي من الازمة السورية.