يبحث وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن في اجتماع لهم مساء الخميس تطورات الأوضاع في سوريا، وخاصة الوضع الإنساني المتردي.
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن هناك حاجة ماسة لمساعدات إنسانية أكثر للاجئين السوريين لا سيما بعد تزايد عددهم، وأكد في مقابلة خص بها الجزيرة في نشرة سابقة ضرورة تقديم الدعم الطبي للسوريين في الداخل والنساء اللاتي عانين من العنف وهاجرن إلى الأردن.
ورأى ويليام هيغ أن مهمة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي صعبة جدا لأن هناك إجماعا على ضرورة تشكيل حكومة مؤقتة في سوريا ومهمته أن يجد كيفية للوصول إلى ذلك لإنهاء الصراع الدامي.
وأكد ويليام هيغ ضرورة تدريب ناشطي المعارضة السورية لتحمل مسؤولياتهم المستقبلية، كما حث مختلف المجموعات المكونة للمعارضة العمل معا لتسيير سوريا مستقبلا.
وبينما ينوي الإبراهيمي التوجه إلى دمشق قريبا، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين المصري محمد مرسي والفرنسي فرانسوا هولاند اتفقا على أن أي حل سياسي لن يكون ممكنا دون تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
فقد دعت فرنسا -التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر- إلى عقد اجتماع على المستوى الوزاري، واقترحت إقامة منطقة عازلة داخل سوريا لأغراض الإغاثة.
وقد استبقت تركيا هذا الاجتماع بدعوة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها وإيواء المدنيين السوريين داخل بلادهم في مناطق عازلة، وهو اقتراح سارع الأسد إلى وصفه بأنه غير واقعي.
وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الإنسانية كريستالينا جورجيفا في بروكسل الأربعاء إن الصراع في سوريا تسبب في مشاكل 'ضخمة' للمدنيين. ودعت مجلس الأمن إلى المطالبة بإدخال مزيد من عمال الإغاثة إلى سوريا.
وفي طهران قال مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي إن بعض الدول حولت المعارضة السورية إلى مجموعات تنوب عنها في الحرب على النظام السوري.
وأضاف خامنئي خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الأزمة في سوريا تحولت إلى حرب بالوكالة بين هذه الأطراف. واعتبر أن الشرط الأساسي لحل الأزمة السورية هو وقف تدفق الأسلحة وما وصفها بالمجموعات غير المسؤولة إلى داخل الأراضي السورية.
من جانبه أكد بان أنه يطلب باسم الأمم المتحدة الاستفادة من النفوذ الإيراني للتوصل إلى حل للأزمة السورية.
أما وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي فأعلن أن إيران ستشكل فريقا مع دول أخرى في حركة عدم الانحياز للبحث عن حلول للأزمة في سوريا.
وقال صالحي إنه في وقت تدخلت فيه منظمات دولية عديدة أخرى في القضية السورية لا يصح أن تكون حركة عدم الانحياز في المقعد الخلفي، 'من الأفضل أن تشارك مجموعة من حركة عدم الانحياز بالتعاون مع المنظمات الدولية الأخرى خاصة الأمم المتحدة'.
زيارة سوريا
وعلى الصعيد الدولي أيضا ينوي الموفد الدولي الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي التوجه إلى دمشق في الأسابيع المقبلة، وفق ما أعلن المتحدث باسمه أحمد فوزي الأربعاء.
وقال فوزي بعد اجتماع أول غير رسمي بين الإبراهيمي وسفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، إن الزيارة قد تجري قبل الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ يوم 24 سبتمبر/أيلول.
وقبل ذلك، سيتوجه الإبراهيمي الذي سيتسلم منصبه في الأول من سبتمبر/أيلول إلى القاهرة حيث سيلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وسيجتمع أيضا الأسبوع المقبل بسلفه كوفي أنان.
وقال السفير الفرنسي جيرار أرو إن الإبراهيمي طلب دعم مجلس الأمن لكن الأخير 'لا يزال منقسما بشدة'.
من ناحية أخرى أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان مساء الأربعاء أن الرئيس المصري، على غرار نظيره الفرنسي، اعتبر أن 'أي حل سياسي لن يكون ممكنا في سوريا من دون تنحي بشار الأسد'.
وقالت الرئاسة الفرنسية إنه خلال اتصال هاتفي 'ناقش الرئيسان الوضع في سوريا، ولاحظا أن أي حل سياسي لن يكون ممكنا من دون تنحي بشار الأسد'.
وخلال الاتصال، جدد هولاند التزامه بتقديم دعم فاعل للمعارضة السورية بما في ذلك المساعدة الميدانية.
وأمل مجددا بأن 'تشكل هذه المعارضة في الوقت المناسب حكومة مؤقتة، جامعة وذات صفة تمثيلية بحيث تتمتع سوريا الجديدة بسلطات شرعية'.
وأضافت الرئاسة أن 'الرئيسين توافقا على أن يلتقيا قريبا مع استمرار التشاور الواسع بين فرنسا ومصر في شان سوريا وقضايا إقليمية ودولية أخرى ذات اهتمام مشترك'.