هاجم رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي بشدة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، نافيا ما قال إنها مزاعم لا أساس لها من الصحة حول تلقيه مبلغ 150 مليون دولار من أمير قطرالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
كما أكد الغنوشي في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس أنه سيقاضي صحيفة إندبندنت البريطانية والصحفي روبرت فيسك الذي اتهمه بترويج أخبار كاذبة.
وقال الغنوشي 'نحن نكذّب جملة وتفصيلاً ما نشرته إندبندنت على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم' مشيرا إلى أنه سيقاضي الصحيفة بتهمة هتك الأعراض، ونشر أخبار زائفة. لكنه أعرب عن يقينه بأن الصحيفة ستعتذر.
وأضاف أنه سيقاضي أيضاً حتى الصحافة المحلية والأجنبية التي نقلت الخبر، لكن بعض الحضور بالمؤتمر الصحفي قاطعوه بالقول 'لماذا تقاضي الصحافة والصحفيين الذين نقلوا الخبر، ولا تقاضي وزير الخارجية السوري مصدر الخبر؟' فرد الغنوشي قائلا 'لا، الصحافة نقلت الخبر وكان يُفترض بها أن تحقق فيه وتسأل الطرف الآخر، لأن أعراض الناس يجب أن تُصان'.
وكانت إندبندنت قد نشرت قبل يومين حديثاً مطولاً للمعلم قال فيه إن أمير قطر أصدر بالوقت نفسه أوامر بمنح زعيم حزب النهضة التونسي 150 مليون دولار لمساعدة حزبه بالانتخابات، في إشارة إلى انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول التي فازت فيها حركة النهضة بـ89 مقعداً.
وقال الغنوشي ساخراً من المعلم 'كنت أتمنى لو كان هذا قد حصل بالفعل حتى أتقاسم المبلغ معه -أي المعلم- خاصة وأن سوريا تمر بأزمة حادة اليوم وهي تحتاج لمثل هذه المبالغ'. ووصف ما جاء على لسان رئيس الدبلوماسية السورية بـ'الترهات' تصدر عن نظام يحتضر ويقتل شعبه.
في نفس السياق نفى الغنوشي ما أورده التلفزيون الرسمي السوري مؤخرا من أن 'اعترافات إرهابيين' تونسيين قالوا إن النهضة هي التي أرسلتهم إلى سوريا لمقاتلة القوات النظامية. ولفت في المقابل إلى أنه يؤيد 'الدعم السياسي والمالي والإغاثي للشعب السوري'.
تمسك
وتطرق الرجل الأول في النهضة إلى الشأن الداخلي في نفس المؤتمر الصحفي، وأكد تمسك حزبه بالائتلاف الحاكم حاليا، وحرصه على أن تجري الانتخابات في أقرب وقت، حتى تخرج تونس من المرحلة المؤقتة التي تعيشها.
ويتكون الائتلاف الحاكم في تونس من حركة النهضة الإسلامية (89 مقعداً) وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية (29 مقعداً) وحزب التكتل من أجل العمل والحريات ( 20 مقعداً).
ويعاني هذا الائتلاف من صعوبات كبيرة، حيث تزايدت الانتقادات الموجهة له، كان آخرها تلك التي وجهها الرئيس المنصف المرزوقي إلى حركة النهضة بأنها تسعى إلى السيطرة على مفاصل الدولة، وأنها تستنسخ أساليب النظام السابق.
كما تواجه الحكومة انتقادات بالسعي للسيطرة على وسائل الإعلام وتكميم حرية الصحافة، على خلفية قضية مالك قناة التونسية سامي الفهري الذي قال مسؤولون ومحامون تونسيون لوكالة رويترز اليوم إنه سلم نفسه للسلطات بعد صدور أمر بإلقاء القبض عليه قبل أيام ليواجه تهما بالفساد المالي.
وبث تلفزيون التونسية خلال رمضان الماضي سلسلة هزلية ساخرة اسمها 'اللوجيك السياسي' ظهر خلالها المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي وراشد الغنوشي في شكل كاريكتيري، إضافة إلى زعماء للمعارضة، ولاقت السلسلة إعجاب البعض واستهجان البعض الآخر.