كشفت مصادر أمنية يمنية اليوم الخميس أن طائرة بدون طيار قتلت ثلاثة عناصر من تنظيم القاعدة في سيارة كانوا يستقلونها بمحافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن. تزامن ذلك مع تجدد المظاهرات المطالبة بانفصال الجنوب.
ونقل الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع عن المصدر الأمني قوله 'إن ثلاثة من عناصر تنظيم القاعدة لقوا مصرعهم بضربة جوية استهدفتهم مساء أمس وهم في سيارة أثناء لقائهم بعناصر من التنظيم في منطقة خشامر بمديرية القطن'.
وقال مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن هويته -وفق ما نقلت وكالة رويترز- إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في غارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار، وهو ما أكده سكان المنطقة بقولهم إن السيارة أصيبت بواحد من ثلاثة صواريخ أطلقت من طائرة، وأضافوا أن الجثث المحترقة أخرجت منها لاحقا.
ولم يتضح ما إذا كان هناك ضحايا آخرون بهذه الغارة التي تعد الرابعة في نفس المنطقة منذ مطلع الشهر الجاري.
يأتي ذلك بعد يومن من مقتل رجلين -قالت الحكومة إنهما 'متشددان'- في غارة نفذتها طائرة بدون طيار واستهدفت سيارة بمنطقة الخشعة التابعة لصحراء العبر بمحافظة حضرموت. وتزامن ذلك مع غارات جوية شنها الطيران الحربي اليمني في نفس اليوم -وفق مأرب برس- على عدد من تجمعات مسحلي القاعدة في محافظة أبين جنوبي البلاد.
وصعدت الولايات المتحدة هذا العام من هجماتها مستخدمة طائرات بدون طيار بحجة مطاردة عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ونفذت منذ مطلع العام الماضي نحو ستين غارة استهدفت عناصر القاعدة أدت لمقتل وجرح العشرات منهم في المحافظات الجنوبية.
وأكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا نهاية مايو/أيار الماضي أن بلاده تشن غارات بواسطة طائرات من دون طيار على تنظيم القاعدة باليمن، وأنها عازمة على متابعة هذه الغارات، واعتبر أن لا ضرورة لإرسال قوات إلى هذا البلد.
وأجبر الجيش اليمني بدعم من الولايات المتحدة المسلحين على التخلي عن بعض البلدات، لكنهم ردوا بسلسلة من الهجمات التي استهدفت مؤسسات حكومية.
مظاهرات
على الصعيد السياسي، تظاهر الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي اليوم الخميس بمدينة الضالع بجنوب اليمن لاستقبال القيادي العائد من المنفى أحمد الحسنى، والتأكيد على مطلبهم بالانفصال عن شمال البلاد.
وذكر شهود عيان أن الآلاف توافدوا من مناطق جنوبية عدة إلى الضالع -معقل الحراك-رافعين أعلام اليمن الجنوبي السابق ولافتات كتب عليها 'فك الارتباط مطلبنا' و'الاستقلال خيارنا'.
وهاجم الحسني- في كلمة ألقاها أمام التجمع- أحزاب اللقاء المشترك، وهي المعارضة السابقة التي تشارك حاليا بالحكومة، متهما إياها بـ'العمل على محاربة وإجهاض الثورة الجنوبية المطالبة بالحرية والاستقلال'.
وحذر الحكومة التي سماه 'نظام الاحتلال' من 'التمادي في إجراءاتها التعسفية والقمعية واستمرار القتل لأبناء الجنوب بهدف إرهابهم ومنع إقامة مؤتمرهم التوحيدي لقوى الاستقلال'.
ووفقا لشهود عيان، فقد تظاهر الآلاف من أنصارالحراك الجنوبي الأربعاء الماضي في بلدة يافع بمحافظة لحج القريبة.
ويعد الحسني من أبرز قيادات الحراك الجنوبي ، وعاد في وقت سابق هذا الشهر من المنفى، إلا أنه اعتقل عدة أيام لدى وصوله إلى عدن من بيروت، قبل أن يفرج عنه مجددا.
وقال الحسني -اللاجىء منذ منتصف 2006 في بريطانيا- في بيان أصدره لدى عودته إن قرار العودة 'جاء ليساهم في تكريس التوافق الجنوبي ووحدة الصف الجنوبي'.
ويفترض أن يعالج حوار وطني يقوده رئيس الجمهورية التوافقي عبد ربه منصور هادي مسألة الحراك الجنوبي، إضافة إلى التمرد الشيعي في الشمال، وذلك بموجب اتفاق انتقال السلطة.