قال نائب برلماني من حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب إن قرار منع السلطات حفلا فنيا بمدينة طنجة كانت ستقيمه شبيبة الحزب يعد إهانة للحزب 'يجب عدم السكوت عنها'. وفي الأثناء أعلن شباب الحزب أنهم سيقومون بوقفة احتجاجية، بينما أكد مسؤول في وزارة الداخلية أن قرار المنع كان لـ'دواع أمنية'.
ومنعت السلطات المحلية في مدينة طنجة حفلا فنيا كانت ستقيمه شبيبة حزب العدالة والتنمية السبت بمناسبة اختتام ملتقاها الوطني، حيث كان من المنتظر أن يحضره رئيس الحكومة والأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي قوله إن المنع إهانة للحزب يجب عدم السكوت عنها، 'وإلا فإن الحزب سينحدر إلى ما تحت القاع'.
وأضاف أن 'قرار المنع مهزلة، ولو أن دواعيه أمنية فعلا فيجب إخلاء مدينة طنجة المليئة بالسياح والتي تدب فيها الحركة ليلا ونهار'، ورأى أن 'المبرر واه'، وأن 'هناك نية لمعاقبة الشباب على صراحتهم'.
وأوضح القيادي في الحزب عبد العلي حامي الدين أن السلطات استاءت من النقاش الذي دار خلال أيام ملتقى شبيبة العدالة والتنمية، حيث علقوا على إعطاء الملك محمد السادس أوامره لوزير الداخلية بتوقيف أمنيين على الحدود، معتبرين الأمر غير دستوري وفيه تطاول على صلاحيات رئيس الحكومة، كما انتقدوا بشدة طقوس حفل الولاء للملك، معتبرين أن الركوع له وهو ممتط صهوة جواده إهانة للمغاربة.
وقال حامي الدين إن السلطات قررت الانتقام من الشباب بمنع الحفل الذي كان من المنتظر أن يحضره رئيس الحكومة ويلقي خلاله خطابا.
أسباب أمنية
وبدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في وزارة الداخلية -رفض الكشف عن هويته- أن قرار المنع اتخذ 'للحفاظ على الأمن والنظام'.
وقال القيادي في شبيبة الحزب خالد بوكرعي إن السلطات المحلية أبلغتهم مساء الجمعة بأن قرار المنع يرجع لدواع أمنية، لكنه تساءل عن مبررات السماح قبل شهر لجمعية تابعة لعمدة طنجة المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة -الذي أسسه مستشار الملك فؤاد عالي الهمة- بتنظيم حفل فني في الساحة نفسها التي منع منها الحزب الحاكم.
وأضاف أن إقامة الحفل في مكان عمومي يتطلب إشعارا للسلطات، وأن حزبه قام بذلك منذ أكثر من شهر، مؤكدا عدم وجود أي مبرر لمنع مثل هذا الحفل.
وقد أصدرت الشبيبة بيانا يشجب قرار المنع، وجاء فيه أن مبررات القرار تؤكد 'بؤس منطق السلطة في التعامل مع الهيئات السياسية'، وأنه أسلوب 'لا منطق له في عهد ربيع الشعوب'.
وأعلن شباب الحزب أيضا أنهم سيقومون بوقفة احتجاجية، وأن نضالهم ضد 'قوى الردة' مستمر حتى تحقيق المواطنة الكاملة التي تكون فيها الكلمة الأخيرة للقانون.
يذكر أن شبيبة العدالة والتنمية عقدوا ملتقاهم الوطني الثامن -وهو الأول بعد تولي حزبهم لرئاسة الحكومة- في مدينة طنجة ما بين 26 أغسطس/آب والأول من الشهر الجاري تحت شعار 'شباب مع الإصلاح.. ضد الفساد'، واستضافوا خلاله شخصيات من تونس ومصر وفلسطين ومسؤولين ووزراء في الحزب.