يعاني أكثر من خمسة آلاف نازح سوري على الجانب السوري من الحدود التركية أوضاعا إنسانية صعبة، بعد إغلاق تركيا حدودها أمام النازحين.
ويعيش اللاجئون في مستودعات كانت تستخدم للعمليات الجمركية بلا غطاء وخيام، إذ تشترك العائلات في عنبرين، بينما استخدمت عائلات أخرى المسجد الوحيد في المنطقة الجمركية مكانا مؤقتا للسكن لحين أن تسمح تركيا بدخول اللاجئين وإسكانهم في مخيمات مؤقتة.
ولا تزال المؤسسات الدولية ومنظمات الإغاثة العالمية غائبة في هذه المنطقة، تاركة الفارين من هول المعارك وقصف الطائرات وحيدين يواجهون مصيرهم بلا غطاء وخيام.
جمعية تركية
ووصلت إلى المنطقة منذ أربعة أيام جمعية الإغاثة الإنسانية التركية التي تقوم بتأمين الطعام لخمسة آلاف لاجئ يوميا، في حين تنتظر آلاف أخرى من الفارين من حلب وريفها في بلدة إعزاز الحدودية عبور الحدود التركية.
الجزيرة نت تجولت في معبر السلامة الحدودي واطلعت على أوضاع النازحين، حيث فر أكثرهم بلا غطاء وملابس واحتياجات شخصية.
ويفترش النازحون الأرض، ومنهم جرحى ومعاقون ومسنون.
وقال سركان أوكتان المنسق في جمعية 'الإغاثة الإنسانية التركية' إن فريق الطوارئ وصل إلى معبر السلامة منذ أربعة أيام مع مطبخ متنقل لمساعدة خمسة آلاف نازح يحاولون دخول تركيا.
وأوضح أوكتان أن هناك مشكلة في تركيا بعد أن بلغ عدد النازحين في المخيمات ثمانين ألفا، حيث تخطط حكومته لبناء مخيمات جديدة، معبرا عن أمله في أن يتمكن الفارون من دخول تركيا قريبا.
وأكد أوكتان أن منظمته تريد زيادة المساعدة التي تقدمها للشعب السوري، وقال إن الفارين الذين أصبحوا لاجئين داخل سوريا يعرفون جيدا الوضع المتأزم في المستودعات على الحدود.
مساعدات تتأخر
وتقول منظمة الإغاثة التركية -وهي المنظمة الوحيدة التي وصلت لإغاثة الفارين- إنها تقدم الطعام والماء للاجئين.
لكن المنظمة قالت إن الوضع في المستودعات محزن ومؤلم جدا، وأعربت عن استغرابها لتأخر وصول المساعدات لهؤلاء المحتاجين خصوصا الأغطية.
وتحدثت المنظمة عن محادثات مع الحكومة التركية لبناء مخيمات في المنطقة، حيث إن الحكومة التركية تريد أن يتم عبور اللاجئين إلى مخيمات جاهزة منظمة، إذ هي تواجه ضغطا هائلا بسبب تدفق اللاجئين على أراضيها.
وقالت المنظمة إن مخزون المواد الغذائية في البلدات السورية القريبة نفد من المتاجر مما يفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية داخل سوريا، إلى جانب اتساع الأعمال القتالية وعمليات القصف بالطائرات والمدفعية.