تباينت الآراء في مصر بشأن تشكيل الفريق الرئاسي المعاون لرئيس الجمهورية محمد مرسي والذي أعلن عنه الاثنين، ففي حين رحب به الكثيرون ورأوه موفقا، رأى آخرون أنه يفتقد التجانس ويتضمن نسبة كبيرة من ممثلي التيارات الإسلامية.
وكان المتحدث باسم الرئاسة قد أعلن عن تعيين أربعة مساعدين إضافة إلى هيئة استشارية تضم 17 مستشارا، علما بأن الرئيس كان قد عين نائبا له هو محمود مكي ومستشارا للشؤون القانونية هو محمد فؤاد جاد الله، وآخر للشؤون الاقتصادية هو رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري، إضافة إلى المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان اللذين سبق الإعلان عن تعيينهما مستشارين عسكريين.
وضمت قائمة المساعدين الأربعة امرأة هي باكينام الشرقاوي مساعدة للشؤون السياسية، وقبطيا هو سمير مرقص مساعدا لملف التحول الديمقراطي، فضلا عن قيادي إخواني هو عصام الحداد مساعداً لشؤون العلاقات الخارجية والتعاون الدولي، ورئيس حزب النور السلفي عماد عبد الغفور عبد الغني مساعدا مسؤولا عن ملف التواصل المجتمعي.
غلبة الإسلاميين
لكن هذا التنوع لم يكن مرحبا به من البعض حيث يعتقد القيادي في حزب التجمع اليساري حسين عبد الرازق أن فريق المساعدين والمستشارين عكس هيمنة لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس مرسي ولتيار الإسلام السياسي بشكل عام.
واتفق المحلل السياسي عماد الدين حسين مع هذا التوجه، وقال للجزيرة نت إنه لاحظ زيادة في نسبة ممثلي التيار الإسلامي داخل الفريق الرئاسي فضلا عن ملاحظة أخرى تتعلق بما يراه غموضا في صلاحيات ومهام هذا الفريق.
وضرب حسين، وهو مدير تحرير صحيفة الشروق، مثلا باختيار عبد الغفور مساعدا للرئيس لملف التواصل المجتمعي، معبرا عن اعتقاده بأن رئيس حزب النور السلفي قد لا يكون الخيار الأنسب لهذا الملف، حيث كان الأفضل أن يتم إسناده لشخصية لا تكون محسوبة على أي تيار سياسي.
لكن فريقا آخر يرى أن الاختيارات مناسبة وأنها حق أصيل للرئيس، حيث يؤكد المحلل السياسي محمد جمال عرفة أنه من غير المعقول الاستعانة بمعارضين لرئيس الجمهورية كي يصبحوا مساعدين له، لأن الرئيس يحتاج مساعدين يكون دورهم المساعدة في تنفيذ برنامجه في حين أن المعارضين يرفضون هذا البرنامج من الأساس.
كما رد عرفة على انتقاد البعض للفريق الرئاسي ووصفه بأنه غير متجانس، وقال إنه يرى ذلك أمرا حميدا لأن المستشارين يجب أن يكونوا من مشارب شتى كي يقدموا استشارات متنوعة وليست في اتجاه واحد.
أكثر توازنا
أما المتحدث باسم حزب النور السلفي نادر بكار فقد أشاد بتشكيل الفريق الرئاسي، ورأى أنه جاء أكثر توازنا مقارنة بالتشكيلة الحكومية التي أعلن عنها مؤخرا، لكنه قال إنه كان يمكن إضافة شخصيات أخرى ذكر منها رئيس حزب غد الثورة أيمن نور والقيادي بحزب الوسط عصام سلطان.
في الوقت نفسه، لفت بكار النظر إلى مراعاة أن تشكيل الفريق الرئاسي تم في حدود الممكن، لأن هناك العديد من الشخصيات التي عرض عليها الانضمام سواء للحكومة أو للفريق الرئاسي لكنها رفضت وفضلت عدم المشاركة.
وصدّق المنسق العام لحركة 6 أبريل أحمد ماهر على ذلك، مؤكدا للجزيرة نت أن شباب الثورة هم من فضلوا عدم المشاركة في الفريق الرئاسي، ومشيرا في الوقت نفسه إلى أن الرئيس حر في تشكيل فريقه وأن الأسماء التي تم اختيارها هي أسماء جيدة في مجملها.
وبالتوازي مع المعارضين والمؤيدين فقد رأى فريق ثالث أن الحكم على الفريق الرئاسي سابق لأوانه، ومنهم القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين محمد حبيب الذي أكد أن التقييم الحقيقي لفريق الرئاسة يكون بعد فترة معقولة مع الأخذ بالاعتبار قدر الصلاحيات الذي سيمنح لهم.